سئل مرة أحد الشعراء السوريين المتميزين محمد إبراهيم حمدان عن المرأة فأجاب:
"المرأة كون يتجلى الربيع في جمالها، و الصيف في دفئها، و الشتاء في غضبها
و قسوتها، و الخريف في عطائها، و هي المرآة التي نرى انعكاس ذواتنا من خلال
شفافية أطيافها. و عندما تتوهج قناديل العشق في أعماقنا تتجلى المرأة عبر إشراقات
الضوء و انكسارات الظلال حلما شهيا، و وعدا نديا، و رغبة تمتاح من نسغ الأزل
شوقا يفتق رتق الروح في روض الأبد.
فالشعور بالحاجة إلى المرأة ترجمة حقيقية لشعورنا بالحاجة إلى الحياة. و لهذا
أحب في المرأة سكونها و جنونها، أحب جمال الروح في نزق الجسد، و براءة الشوق
المعتق بالنقاء، و أسكر من تسابيح الذكاء..."
نعم سيدتي، أنت كون كبير بفصوله الاربعة، أنت عطاء بلا حدود، أنت الأم و الأخت
و البنت و الصديقة و الزوجة، أنت الأسرة و المجتمع، بل أنت الكل.. فهل من معترف
و مقدر؟؟
إذا كنت بحاجة إلى آدم، إلى مشورته و عونه و صحبته و رفقته و سكنه، فهو إليك
محتاج قبل أن تحتاجي أنت إليه، أليس وراء كل رجل عظيم امرأة كما يقال..
امسحي دمعتك، و لا تبالي و امضي قدما رغم العوائق و المطبات، فأنت جبل عالي
لا تهزمه الأعاصير، قوية كالصخر مهما علت عليه الأمواج إلا و تكسرت على حواشيه.
واصلي نضالك لإثبات ذاتك و إسماع صوتك، و اعلمي أن من سار على الدرب وصل..
افرحي سيدتي بكل لحظة، فبفرحك يفرح الآخرون، و اسعدي فبسعادتك يسعد الكل..
و استريحي استراحة المحارب الذي لا يفرط في سلاحه، و يظل بجانبه، و سلاحك
أنوثتك و جمالك و علمك و مكانتك و كبرياؤك و كل ما حباك به تعالى من صفات
جميلة.
نعم سيدتي أنت بحاجة إلى الراحة في هذا الفصل الجميل الدافئ بدفئك، و المشع
برومانسيتك، و الذي لن يزيده جمالا إلا جمالك، و أناقتك..
ارتاحي بعد عناء
و انعمي بلحظات ساحرة رفقة خلانك و أهلك و اسرتك، تنسمي النسيم العليل
و انتعشي بمياه البحر الباردة، و رفهي عن نفسك..
فكلما دللت نفسك كنت أكثر عطاء، فأنت الملكة، ملكة في قلب كل رجل محب
عاشق يهوى المراة و يقدرها..
أنت و الزمان واحد، مهما مرت الأيام و توالت السنون إلا و ازددت تألقا و بهاء،
أنت باختصار الفصول الأربعة